المبحث الثَّالث
الاستعاذة وأحكامها
1ــ يسنُّ للقارئ أن يفتتح تلاوته بالاستعاذة بالله من الشَّيطان الرَّجيم سواءٌ من أوَّل السُّورة أومن أثنائها.
قال ــ تعالى ــ فإذاقرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ( )
2 ــ لفظها المختار .
هو:أعوذ بالله من الشيطان الرَّجيم، قال القرطبيُّ:=وهذا اللَّفظُ هو الذي عليه الجمهورُ من العلماء في التَّعوُّذ؛ لأنَّه لفظ كتاب الله ــ تعالى ــ+ ( ).
3 ــ حكمة الابتداء بها.
يبدأ بها القارئ ليطهّر قلبَه،ويتحصَّن بالله ممَّا يخشى من خواطر السُّوء، وهواجس النَّفس.
4 ــ مسألة
إذا تعرَّض للقارئ عارضٌ أثناء تلاوته؛ فإن كان عارضاً ضروريًّا كسعال ونحوه، أو كان عارضاً له علاقةٌ بالتّلاوة كمن يتوقَّفُ في تلاوته ليسأل غيره ليفتح عليه فإنَّه لا يعيدُها.
أمَّا إذا كان هذا العارضُ خارجاً عن أمر القراءة فإنَّه يعيدُها ــ ولو كان الأمر شرعيًّا كردِّ السَّلام ــ إذ لا تعلُّق له بالقراءة.
5-أوجه الاستعاذة مع البسملة والقراءة
أوجه الاستعاذة مع البسملة مع أوَّل القراءة أربعةٌ، وهي:ــ
أ ــ وصل الجميع، أي:الاستعاذة مع البسملة مع أوَّل القراءة.
ب ــ قطع الجميع أي: الاستعاذة عن البسملة عن أوَّل القراءة ، وهذا أولى ( ).
جـ ــ قطع الأوَّل ــ لاستعاذة ــ ووصل الثَّاني بالثَّالث، أي: وصل البسملة بأوَّل القراءة.
د ــ وصل الأوَّل بالثَّاني، أي: الاستعاذة بالبسملة مع الوقف عليها، والابتداء بالثَّالث، أي:بأوَّل القراءة.
المبحث الرَّابع
البسملة وأحكامها
1 ــ يسنُّ للقارئ أن يبسمل أوَّل كلِّ سورة، إلاَّ سورة التَّوبة وليبدأها بالاستعادة فقط .
2 ــ إذا ابتدأ أثناء أي سورة فهو مخيَّرٌ إن شاء بسمل بعد الاستعاذة، وإن شاء اقتصر على الاستعادة فقط.
3 ــ وفي سورة التَّوبة يحتمل ذلك ــ أيضاً ــ ومنع بعضُهم البسملة في أثنائها( ).
قال الشَّاطبيّ:ــ
ولابدَّ منها فِي ابتدائكَ سُورةً
سواها( )وفي الأجزاء خُيِّر من تلاَ 4 ــ أوجه البسملة مع آخر السُّورة،وأوَّل السُّورة التي الأخرى أربعة.
إذا وصل القارئ بين سورة وأخرى، وفصل بينهما بالبسملة، فإنَّ الأوجه الممكنة أربعةٌ،جاز منها ثلاثةٌ، ومنه الرابع،وهي:ــ
أ ــ الوقوف على آخر السُّورة وعلى البسملة، والابتداء بأوَّل السورة الأخرى ــ وهو أحسنها ــ .
ب ــ الوقوف على آخر السُّورة، ووصلُ البسملة بأوَّل السُّورة الثَّانية.
جـ ــ وصل آخر السُّورة بالبسملة بأوَّل السُّورة.
د ــ وهذا الوجه غير جائز، وهو: وصل آخر السُّورة بالبسملة مع الوقف عليها؛ لأنَّ البسملة لأوائل السُّور لا لأواخرها.
قال الشَّاطبيُّ: ــ
ومهما تصلْها معْ أواخر سورةٍ
فلا تقفنَّ الدَّهرَ فيها فتثقُلاَ( )
تنبيه:
لا توجد بسملةٌ بين آخر سورة الأنفال، وأوَّل سورة براءة، ولوصل آخر الأنفال بأوَّل براءة من غير بسملة ثلاثةٌ أوجه جائزة، وهي: ــ
1ــ قطع آخر الأنفال مع التَّنفُّس، والابتداء بأوَّل التَّوبة.
2 ــ الوصل، أي: وصل عليم ببراءة، وهنا تلتقي نون التنوين مع الباء فتقلب ميماً مع الغنَّة والإخفاء. 3 ــ السَّكت، بمعنى:أنَّك تقف على =عليمْ +بالسكون ، ثم تسكت قليلا من غير تنفس، وتبدأ ببراءة( ).
قال الشيخ حسن خلف الحسيني: ــ
وللكلَّ: قفْ، صلْ في عليمٌ براءةٌ
أو اسكتْ، وبين النَّاس والحمدِ بسمِلاَ( )
المبحث الخامس
التجويد: غايته وحكمه وطرق تلقيه ومراتبه:-
-علم التجويد:علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية.
وتجويد الحروف هو الإتيان بها جيدة اللفظ تطابق أجود نطق لها وهو نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
******
اللحن قسمان :
1-لحن جلي واضح: وهو الخطأ الذي يطرأ على الألفاظ بتغيير الحروف أو الحركات ، سواء أخلّ بالمعنى أم لم يُخل.
2- لحن خفي : وهو الخطأ في تطبيق أحكام التجويد .
****************
-غايةعلم التجويد: بلوغ الإتقان في تلاوة القرآن. أو هو: صون اللسان عن اللحن في تلاوةالقرآن.
-حقيقة علم التجويد: إعطاء كل حرف حقه ومستحقه في النطق، وإتقان الحروف وتحسينها وخلوها من الزيادة والنقص والرداءة.
-حكم تعلّم التجويد: فرض كفاية على المسلمين ، إذا قام به البعض سقط عن الكل.
-حكم العمل به: فرض عين على كل مسلم ومسلمة من المكلفين عند تلاوة القرآن.
*****************************
-طريقة أخذ علم التجويد على نوعين :
*أن يسمع الآخذ من الشيخ، وهي طريقة المتقدمين.
*أن يقرأ الآخذ في حضرة الشيخ وهو يسمع له ويصحح.
والأفضل الجمع بين الطريقتين.
*******************************
مراتب القراءة الصحيحه :
-1 التحقيق: لغة: هو المبالغة في الإتيان بالشيء على حقيقته من غير زيادة فيه ولا نقص عنه، فهو بلوغ حقيقة الشيء والوقوف على كنهه، والوصول إلى نهاية شأنه.
واصطلاحا: إعطاء الحروف حقها من إشباع المد وتحقيق الهمز وإتمام الحركات وتوفية الغنات وتفكيك الحروف وهو بيانها، وإخراج بعضها من بعض بالسكت والتؤدة، والوقف على الوقوف الجائزة والإتيان بالإظهار والإدغام على وجهه.
-2 الحدر: لغة: مصدر من حَدَرَ يُحدر إذا أسرع، أو هو من الحدر الذي هو الهبوط، لأن الإسراع من لازمه.
واصطلاحا: إدراج القراءة وسرعتها مع مراعاة أحكام التجويد من إظهار وإدغام وقصر ومد، ومخارج وصفات.
-3 التدوير: فهو عبارة عن التوسط بين مرتبتي التحقيق والحدر
-4الترتيل: لغة: مصدر من رتل فلان كلامه، إذا أتبع بعضه بعضا على مكث وتفهم من غير عجله.
واصطلاحا: هو قراءة القرآن بتمهل وتؤدة واطمئنان وإعطاء كل حرف حقه من المخارج والصفات والمدود.